ام فقدت ولدها ثالث ايام العيد بخطأ طبى

بــســـم الله الرحــمـــن الرحــــــيــــــــم



أم فقدت ولدها ثالث أيام العيد بخطأ طبي


أكتب هذه الحروف بدموع من دم

ما كنت أنوي نشرها وما كنت أرغب في أن أجبر نفسي ويدي

على تجرع المزيد من الآلام بتذكر تفاصيل مأساتي الرهيبة

والتي أسأل الله أن لا يعيشها أحدا سواي

أنا والدة الطفل أحمد أكبر أبنائي وأول فرحتي وزادي وسندي

بعد الله في هذه الدنيا أحمد طفلي الصغير الحبيب المؤدب

المحافظ على صلواته في الجماعة أحمد الذكي النبيه الذي لاحظ

معلموه نبوغه فأخذوا يراسلونا بذلك ويهنئونا على مواهبه

المتعددةأحمد المحب لكتاب الله الذي يأبي أنه يهجره ولو ليوم من

الأيام والذي يداوم على حفظه والذي كان حلم حياته هو أن

يلتحق بحلقة تحفيظ القرآن في المسجد المجاور لمنزلنا وكنا

نرحمه ونرأف به لكثرة أعباء المدرسة وكثرة الواجبات مما

جعلنا نؤجل مشروع الحلقة إلى الأجازات المدرسية


أحمد .........

ماذا أقول وماذا أضيف

يكفي أنه ولدي وقطعة من قلبي وقرة عيني

كان يلاعب أخوته الصغار ذات يوم فسقط على يده

ذهبنا به للمستشفى العسكري بعد أن أشتكى من ألم بسيط في

مرفقه فحصه الطبيب وأخبرنا أنه لا بأس ولا يوجد أي مشاكل

وطمأننا على ابننا عدنا للبيت ولكن أحمد لا زال يعاني من الآلام

في اليوم التالي ذهب احمد لمدرسته لأنه يكره الغياب عنها فاشتد

عليه الألم وأحضره المدرسون إلى المنزل وذهبنا به إلى

المستشفى مرة أخرى وعملوا له إشاعة وعاد الطبيب ليطمأنا أنه

لا يوجد أي بأس ولا يوجد في يده أي شيء عدنا مرة أخرى

وأحمد لا زال يتألم وذهبنا به للمرة الثالثة فقام بفحصه طبيب

آخر وأخبرنا أن هناك شعر بسيط في مرفقه


ذهبنا لزيارة أحمد فأخبرني أنه يعاني من ألم في ظهره عندما

يتنفس أخبرنا الأطباء بذلك ولكن لا حياة لمن تنادي


أهملوه ولم يقوموا بعمل إشاعات أو يبحثوا عن أسباب الألم التي

يعاني منها ولأن لي قريب طبيب تحدث مع طبيبه المباشر وسأله

عن حالته ففوجىء أن الطبيب لا يعرف أي شيء عن تلك الحالة

وأنه أهملها ولم يتقصى أسباب الألم وعندما شاهد الأطباء

حرصنا ومتابعتنا وسؤالنا وإلحاحنا واتصال قريبنا الطبيب الدائم

بهم قاموا بتطهيره وتجبيسه ولكن الكارثة والتي قصمت ظهورنا

هي أن الميكروبات قد انتشرت في دمه وسائر جسمه نظرا

لتأخر تطهير ذلك الشعر البسيط حضر الأطباء وعلى وجوههم

غبار الخيانة والإهمال ليأخذوا ولدي بسرعة شديدة وخوف

مريب إلى العناية المركزة وخدروا ولدي دون أن أودعه وقاموا

بزرع ليات للتنفس في رئته الصغيرة وتركيب جهاز مراقبة

النبض والمغذية والكثير من الأجهزة والكثير من االليات من فمه وأنفه حضرنا لزيارة أحمد ولكنهم منعونا وطلبوا مني رأيته من

خارج زجاج غرفة الإنعاش حالوا بيني وبين أبني وفوجئت أن

أحمد الذي كان يلعب ويضحك وينكت قبل ساعات يرقد الآن في

العناية والأجهزة المخيفة تحيط بجسمه النحيل جعلوا من أبني

حقل تجارب لمضاداتهم الحيوية ليل ونهارا سرا وجهارا لأكثر

من عشرين يوم متوالية وكلما حضرنا لسؤال عنه طمأنونا أنه

يتحسن وأخبرونا أنه قد تطول فترة علاجه ولكن يتحسن وليس

هناك أي خوف كان طبيبه الخاص مصري الجنسية أعطاه

مضاد حيوي بجرعات كبيرة فأدى إلى ارتفاع مستوى كريات

الدم البيضاء في الدم مما جعل الجسم لا يتقبل ولا يستجيب

للعلاج أبداوفي هذه الأثناء انتشرت الميكروبات في الدم وجزء

من الكبد والرئتين عندها استلم حالته طبيب آخر يدعى جورج

نرويجي الجنسية وشاهد ما شاهده وأخبرنا بهذا الخطأ الطبي

( الثاني) وطلب منا أن نشتكي للجهات المسئولة الطبيب

المصري سارع بأخذ إجازة ولا ندري أين ذهب هذه الفترة لن

أشرحها ولن أخبركم بتلاعب الأطباء بأعصابنا وتعاملهم السيئ

معنا وعدم إجابتنا على أسئلتنا رحمة بي وبكم

لم يصارحونا بأي شيء أبدا يختص بتطور حالة أحمد


وطلبنا نقله لمستشفى آخر ولكن طبيبه رفض وأخبرنا أنه ليس

بحاجة للنقل أبدا أبدا وأنه حالته مستقرة جدا في هذه الأثناء

أخذت أجهز بعض الهدايا التي يحبها أحمد من ملابس وألعاب

وكنت على يقين أنه سيقضي العيد معنا وسنفرح بالعيد سويا ..

في ثاني أيام العيد اتصل بنا طبيبه المباشر ولكن هذه المرة كان

كلامه مختلف جدا فقد قال لوالد أحمد إذا رغبت في نقل أبنك

فلا يوجد مانع لدي خذه وانقله إلى حيث تشاء ولكن أعلم أن

حالته ميئوس منها عندها توقف بنا الزمان ودار بنا المكان ولم

أعد أعلم هل أصبر زوجي أم أبكي على حالي أم استغل الوقت

بالدعاء والصدقة من أجل شفاء أبني يالله أنت أعلم بحالي

يالله أنت الشافي المعافي يالله أرحم ضعفنا وأجبر كسرنا ولا

تفجعنا بولدنا عندها ليس هناك وقت للعتاب أو السؤال أو

الشكوى فقد انشغلنا بإجراءات نقله

للمستشفى التخصصي بجده

طلبوا منا 100 ألف تحت الحساب فقلت لزوجي سنبيع المنزل

والسيارة فلا يوجد وقت أبدا للتدين من الناس

لم يكن لدينا وقت حتى للتفكير أو استيعاب ما يحدث أو التخطيط

بروية فالطبيب أخبرنا أن حالة أحمد حرجة جدا وأنه علينا أن

نسرع بنقله وأن الثواني ثمينة جدا

لم نكن نعلم أن الطبيب يريد التخلص من حالة احمد

ولكن قريبنا متابع للحالة فأخبر زوجي أنه لا يوجد أي أمل

فالميكروبات قد غطت الرئتين تماما والتنفس أصبح مستحيل

وهناك خراج كبير قد نبت في رئة ابني

ومع ذلك فقد قال لنا سنسرع بنقله حتى لا تشعروا أنكم أهملتم أو

لم تأخذوا بلا سباب كنت أقرأ اليأس على وجهه ولكن ثقتي بربي

كبيرة فهو الشافي المعافي في ثالث أيام العيد وبعد العصر تماما

انتهت إجراءات نقل احمد ولم يعد هناك

ما يؤخرنا سوى وصول الإخلاء الطبي


كان زوجي وبعض الأقارب ينتظرون الإخلاء أمام غرفة أحمد


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا

اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها

مع أذان المغرب يوم الأحد ثاني أيام شوال بعد أن أكلت تمرة وقت فطوري جاءني

الاتصال من والده

ابشرك أحمد قم تم نقله

اللهم لك الحمد

أردف قائلا ولكنه لم ينقل للتخصصي

تعجبت وقلت بسرعة إذا فأين تم نقله


أكمل قائلا :

أصبري يا أم أحمد واحتسبي فأحمد انتقل إلى الجنة

اللهم لا اعتراض على حكمك

اللهم لك الحمد

فإن أخذت فقد أعطيت

وإن منعت فقد وهبت

أحمد

أحمد

أحمد

آه يا ولدي


ما أقسى الليالي بدونك

كم أفتقد ضحكك

كم أفتقد صوتك وأنت تردد الآي مع مسجلك الصغير


كم أفتقدك وأنا أذاكر لك وأنت منشغل عني بتفكير بعيد

هاهي حجرتك

وهاهي حقيبتك


وهاهي شهادات التفوق تزين جداران حجرتك

وهذا شماغك الذي ترتديه في صلاتك

وهاهو عطرك االذي أهداك أياه أبوك أول أيام رمضان

هاهي سجادتك وهاهي مسبحتك التي اخترت ألوانها بنفسك


وهاهي ألعابك وهاهي دسكاتك وتلك أقلامك وذلك آخر ثوب

ارتديته وها أنت يا أحمد في كل مكان


يا الله لن أدعوا على من أهملوه وأخطئوا في علاجه و ومنعونا

من نقله إلى أن بدأت نبضات قلبه تتوقف ثم تعود بالإنعاش

لن أدعوا عليهم لأني أعلم أن هذا قضاء وقدر

وأن الأعمار والآجال بيدك سبحانك

ولكني أشكوا إليك همي وحزني

إليك المشتكى وعليك التكلان وأنت أرحم الراحمين

والله أني ما كنت أنوي الكتابة عن هذا الموضوع ولكن أقاربي

أصروا أن أسطر معاناتي وأن أفضح الأطباء حتى لا تتكرر هذه

المأساة مع غيري ناشدتكم الله يا أصحاب الأقلام أن تكتبوا عن

الإهمال في مستشفياتنا فالساكت عن الحق شيطان أخرس


ناشدتكم الله يا من لهم الزوايا في صحفنا أن تكتبوا عن قضية

ولدي والتي حدثت في مستشفى الملك فهد العسكري بخميس

مشيط وأشرف عليها طبيب مصري أسمه حسني

أحمد لن يعود ولكنا لا نريد أن يكون هناك الكثير من ( أحمد )

الذي دخل المستشفى وهو يمشي على قدميه ويضحك ويتحدث

وخرج منه محمولا على الأكتاف موسدا أكفانه

في تلك اللحظات الخالدة الأخيرة طلبت وداع أحمد الوداع الأخير

ذهبت إليه وتوقفت بي قدماي أمامه وهو موسدا على الأخشاب

في أكفانه البيضاء لم أعد أعلم هل هذا حلم أم حقيقة

جررت قدمي إليه ونظرت إلى وجهه الصغير ثم قبلت جبينه

ولدي أحمد أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

اللهم أجبرنا في مصيبتنا وعوضنا خيرا منها

اللهم ارحم احمد وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله

اللهم ارزقنا شفاعته واجمعنا به في جنتك

وداعا يا أحمد

الملتقى في الجنة بإذن الله

اللهم ارحم أحمد واغفر له وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة .


أم أحمد المكلومة في فلذة كبدها


***

أرجو إبداء آرائكم وملاحظاتكم عن الأخطاء الطبية التي أخذت منحى خطيرا
وأصبحت شبحا مخيفا يقض مضاجعنا جميعا ، حيث أنه لا أحد يستغني عن
الاستشفاء على أيدي الأطباء في أي مستشفى أو عيادة ..

كما أرجو ممن لديه قصص حقيقية حصلت له أو لأحد أقاربه أو سمع عنها
حول الأخطاء الطبية أن يذكرها هنا ، لعل أصواتنا تصل إلى من يهمه الأمر
في عالمنا العربي والإسلامي .

ودمتم بخير .


{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ }

لا حول ولا قوه الا بالله
ربنا يرحمه يارب
وميرسى ع التوبيك




no0o0ora